قيام الليل
+3
نجمة الليل
حازم راح
مجروح من الدنيا
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قيام الليل
قيام الليل
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاًللخائفين، ونوراً للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهمبإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعملالفائزين، ففيالليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكونإليه أحوالهم،ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس منأنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
قيام الليل في القرآن
قال تعالى:{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قالمجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وتركالنوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلاتستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُواقَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17]قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانةوالاستغفار.
وقال تعالى:{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماًيَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَإِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]. أي: هل يستوي من هذه صفتهمع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهبالأبطال وبقي كل بطال !!
يا رجال الليل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ
قيام الليل في السنة
أخي المسلم، حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه،فقال عليه الصلاة والسلام:{عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلىالله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمدوالترمذي وصححه الألباني].
وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي منالليل } [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا يناممن الليل إلا قليلاً.
وقال النبي: { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها منظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال:{ لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناسنيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].
وقال: { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنكميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامهبالليل، وعزه استغناؤه عن الناس } [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].
وقال: { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قامبمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داودوصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.
وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: { ذاك رجل بالالشيطان في أذنيه !! } [متفق عليه].
وقال: { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].
قيام النبي صلى الله عليه وسلم
أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِاللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِوَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل: 1-4].
وقال سبحانه:{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَعَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء: 79].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطرقدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم منذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداًشكوراً؟ }[متفق عليه].
وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكونبالقلب واللسانوالجوارح، فقد قام النبي بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتهاالأتم، مع ما كانعليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية، فكان كماقال ابن رواحة:
وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروفٌمن الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقناتٌ أن ما قالواقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركينالمضاجع
وعن حذيفة قال:{ صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركعبها، ثم افتتح النساءفقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآيةفيها تسبيح سبّح،وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث } [رواه مسلم].
وعن ابن مسعود قال: { صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماًحتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ ! } [متفق عليه].
قال ابن حجر: ( وفي الحديث دليل على اختيار النبي تطويلصلاة الليل، وقدكان ابن مسعود قوياً محافظاً على الاقتداء بالنبي ، وما هم بالقعودإلا بعد طول كثيرما اعتاده ).
قيام الليل في حياة السلف
قال الحسن البصري: ( لم أجد شيئاً من العبادة أشدمن الصلاة في جوف الليل).
وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكانهو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا ).
وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى،ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.
وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلةحتى الصباح، ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين !!
وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كانالسحر نادى بأعلىصوته: يا أيها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون !! فيسمع من هاهناباكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى: عند الصباح يحمد القوم السرى !!
طبقات السلف في قيام الليل
قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليلعلى سبع طبقات:
الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كانيصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي : {أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سُدسه} [متفق عليه].
الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه.
الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كانأحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام.
الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعاتأو ركعتين.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين،ويُعسِّـلون في السحر، فيجمعون بين الطرفين. وفي صحيح مسلم أن النبي قال: { إن فيالليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه، وذلككل ليلة }.
الأسباب الميسِّرة لقيام الليل
ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنةميسرة لقيام الليل:
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول:ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليهالقيام.
الثاني:ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث:ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
الرابع:ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
الأول:سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضولالدنيا.
الثاني:خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
الثالث:أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع:وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامهلا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه.
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاًللخائفين، ونوراً للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهمبإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعملالفائزين، ففيالليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكونإليه أحوالهم،ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس منأنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
قيام الليل في القرآن
قال تعالى:{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قالمجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وتركالنوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلاتستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم: {كَانُواقَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17]قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانةوالاستغفار.
وقال تعالى:{أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماًيَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَإِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]. أي: هل يستوي من هذه صفتهمع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهبالأبطال وبقي كل بطال !!
يا رجال الليل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ
قيام الليل في السنة
أخي المسلم، حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه،فقال عليه الصلاة والسلام:{عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلىالله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمدوالترمذي وصححه الألباني].
وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي منالليل } [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا يناممن الليل إلا قليلاً.
وقال النبي: { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها منظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال:{ لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناسنيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].
وقال: { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنكميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامهبالليل، وعزه استغناؤه عن الناس } [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].
وقال: { من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قامبمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين } [رواه أبو داودوصححه الألباني]. والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر.
وذكر عند النبي رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: { ذاك رجل بالالشيطان في أذنيه !! } [متفق عليه].
وقال: { أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل } [رواه مسلم].
قيام النبي صلى الله عليه وسلم
أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِاللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِوَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل: 1-4].
وقال سبحانه:{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَعَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء: 79].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { كان النبي يقوم من الليل حتى تتفطرقدماه. فقلت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غُفر لك ما تقدم منذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداًشكوراً؟ }[متفق عليه].
وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكونبالقلب واللسانوالجوارح، فقد قام النبي بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتهاالأتم، مع ما كانعليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية، فكان كماقال ابن رواحة:
وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروفٌمن الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقناتٌ أن ما قالواقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركينالمضاجع
وعن حذيفة قال:{ صليت مع النبي ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركعبها، ثم افتتح النساءفقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مُتَرَسلاً، إذا مرّ بآيةفيها تسبيح سبّح،وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوذ... الحديث } [رواه مسلم].
وعن ابن مسعود قال: { صليت مع النبي ليلة، فلم يزل قائماًحتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأَدَعَهُ ! } [متفق عليه].
قال ابن حجر: ( وفي الحديث دليل على اختيار النبي تطويلصلاة الليل، وقدكان ابن مسعود قوياً محافظاً على الاقتداء بالنبي ، وما هم بالقعودإلا بعد طول كثيرما اعتاده ).
قيام الليل في حياة السلف
قال الحسن البصري: ( لم أجد شيئاً من العبادة أشدمن الصلاة في جوف الليل).
وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكانهو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا ).
وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى،ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.
وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلةحتى الصباح، ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين !!
وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كانالسحر نادى بأعلىصوته: يا أيها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون !! فيسمع من هاهناباكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى: عند الصباح يحمد القوم السرى !!
طبقات السلف في قيام الليل
قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليلعلى سبع طبقات:
الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كانيصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي : {أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود؛ كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سُدسه} [متفق عليه].
الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه.
الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كانأحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام.
الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعاتأو ركعتين.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين،ويُعسِّـلون في السحر، فيجمعون بين الطرفين. وفي صحيح مسلم أن النبي قال: { إن فيالليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه، وذلككل ليلة }.
الأسباب الميسِّرة لقيام الليل
ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنةميسرة لقيام الليل:
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول:ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب، فيغلبه النوم، ويثقل عليهالقيام.
الثاني:ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث:ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام.
الرابع:ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
الأول:سلامة القلب عن الحقد على المسلمين، وعن البدع وعن فضولالدنيا.
الثاني:خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
الثالث:أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع:وهو أشرف البواعث: الحب لله، وقوة الإيمان بأنه في قيامهلا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه.
مجروح من الدنيا- مشرفة
- عدد المساهمات : 809
تاريخ التسجيل : 03/11/2009
العمر : 34
رد: قيام الليل
بارك الله فيك
اللهم اعنا علي حسنك وشكرك وحسن عبادتك
اميين يارب
اللهم اعنا علي حسنك وشكرك وحسن عبادتك
اميين يارب
حازم راح- ادارى
- عدد المساهمات : 3031
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
العمر : 38
الموقع : https://shereen-1911.yoo7.com/montada-f9/
رد: قيام الليل
لك احساس ينم عن دوق رفيع فى اختيارى موضوعاتك الجميلة القيمة التى تزيدنا بقيمة الاسلام
فليجعلنا الله ممن يقومون قيام الليل
خفف الله عنك جرحك دمت بحفظ الله ورعايته
فليجعلنا الله ممن يقومون قيام الليل
خفف الله عنك جرحك دمت بحفظ الله ورعايته
نجمة الليل- ~المشرفة المميزة~
- عدد المساهمات : 156
تاريخ التسجيل : 19/08/2009
رد: قيام الليل
مشكرين علي المرور
بارك الله فيكم
بارك الله فيكم
مجروح من الدنيا- مشرفة
- عدد المساهمات : 809
تاريخ التسجيل : 03/11/2009
العمر : 34
رد: قيام الليل
اشكرك على جهودك الرائع
جزاك الله خيراً
بسمة الم
جزاك الله خيراً
بسمة الم
بسمة الم- مشرفة
- عدد المساهمات : 3136
تاريخ التسجيل : 08/10/2009
رد: قيام الليل
جعله الله في ميزان حسناتك
ميماتي- ادارى
- عدد المساهمات : 4230
تاريخ التسجيل : 06/12/2009
العمر : 34
الموقع : قلب حبيبتي
مواضيع مماثلة
» قيام الليل
» قيام الليل في حياة السلف
» ( ســــرّ جميل يعينك على قيام صلاة الفجر )
» زائرة الليل
» عيد ميلاد نجمة الليل
» قيام الليل في حياة السلف
» ( ســــرّ جميل يعينك على قيام صلاة الفجر )
» زائرة الليل
» عيد ميلاد نجمة الليل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى